أهمية التثمين العقاري

جعفر العريبي (MRICS)
الرئيس التنفيذي
هاوس مي بروكر

تعتبر الخدمات العقارية المتخصصة مثل التثمين وإدارة الممتلكات والوساطة وإدارة المرافق من الركائز الأساسية لبيئة الاستثمار العقاري،  و هي داعم تشغيلي في هذا القطاع. كما يعتبر تثمين العقارات جزءاً حيوياً من الخدمات المتخصصة في القطاع وعنصراً أساسياً في عمل سوق العقارات. تم تصنيف هذه الخدمة اساساً على أنها مصلحة عامة نظراً للظروف المتعلقة بآراء المهنيين حيث تعتمد العديد من الأنشطة الاقتصادية والمالية والتجارية على التثمين في بعض مراحلها .

ويعتمد السوق العقاري على دور التثمين في تقدير أسعار العقارات باعتبارها معلومات يصعب الحصول عليها، وهنا تكمن الحاجة الى خبراء تثمين لتحليل البيانات وتفسيرها. على الصعيد العالمي، يعتمد النظام المالي والقرارات المرتبطة به على خدمة التثمين حيث تعد إدارة وقياس المخاطر المالية في قطاع العقارات أمرًا بالغ الأهمية، كما يعي العديد من أصحاب المصلحة في هذا المجال ضرورة خدمة التثمين، وعلى سبيل المثال لا الحصر القطاع المصرفي الذي يسهل جزءاً من عملية الإقراض من خلال توظيف العقار كضمان مقابل القروض. ويعتبر المستثمرون العقاريون، والمؤسسات مثل شركات التأمين وصناديق التقاعد، ووكالات الاستحواذ الإلزامي داخل الحكومات، والأفراد على حد سواء، هم المستخدمين النهائيين الرئيسيين للخدمة لتوضيح أو إتخاذ قراراتهم الاستثمارية والتطويرية قبل الاستحواذ أو التصرف، أو لتقدير المتطلبات المالية.

علاوة على ذلك، فإن خدمة التثمين هي تقريب للقيمة السوقية ، وبالتالي تحدد دقة القيمة او الإقتراب منها، وهو دور حاسم يشرف عليه المثمنون. ويلعب التثمين دورا  بارزا في الحد من المخاطر ويساهم في حوكمة الشركات بشكل أفضل خصوصا تلك التي تكون معرضة للإنكشاف المالي للأطراف هي والجهات المشاركة في أي مشروع يتطلب التثمين وهو بذلك يخدم المصلحة العامة.

ويعتبر مجلس معايير التثمين الدولية (IVSC) الهيئة المهنية الرائدة عالميا لمهنة التثمين، حيث ينظم IVSC ويوحد آلية عمل المهنة. ومن أجل التنظيم وتوسيع المعرفة، تم إصدار معايير التثمين الدولية (IVS) والتي أنتجت تحسينات واسعة النطاق في خدمة التثمين. كما أن المعهد الملكي للمساحين القانونيين (RICS) تعتبر هي الأخرى هيئة مهنية دولية ذات شهرة واسعة، حيث  يعد ال “” Red Book الوثيقة الأساسية والمرجع للمثمن و الصادر عن RICS والمرتبط بـ IVS والذي يتم تحديثه بشكل متكرر. ويذكر أنه قد تم نشره أول مرة كرد فعل لانهيار العقارات في المملكة المتحدة في عام 1970 وذلك لوضع المعايير والسلوك المهني للمشتغلين بمهة التثمين. أما على المستوى المحلي فتم إصدار معايير تثمين وطنية أخرى (في عدد من الدول) لتنظيم خدمة التثمين يتم تطبيقها في الأسواق المحلية.

يتم إجراء التثمين في العديد من البلدان من قبل مثمنين مرخصين لديهم خبرة ذات صلة وأخلاقيات عمل عالية ومدربين تدريباً جيداً لإعطاء آراء موثوقة، ويجب على المثمن القيام بأي مهمة بنزاهة والحفاظ على مستوى المعايير المهنية من خلال منع الممارسات التجارية غير الأخلاقية. وتعتبر حساسية المهنة ناجمة من إرتباطها بالمصلحة العامة بالإضافة إلى نزاهتها واستقلالها أمران بالغا الأهمية. كما يوصف المثمن والهيئات المهنية بخط الحماية الرئيسي للمصداقية والاتساق والشفافية في التثمين ؛ ومع ذلك ، فإن السلطات الرسمية لها دور رئيسي في ذلك. وليس غريبا أو مفاجئا بأن جزءا من الأزمات المالية في جميع أنحاء العالم حدثت بشكل رئيسي بسبب ضعف المعايير ونقص المثمنين المدربين في السوق، لذا حددت مثل هذه الأزمات الطريق للمثمنين للحصول على مزيد من التدريب والتوجيه لممارسة المهنة بمعايير أخلاقية عالية وتزويدهم بأفضل سبل التوجيه الفني.

عن الكاتب:

يمتلك أكثر من ١٧ عامًا من الخبرة العقارية بالعمل في  شركات عالمية ومحلية ولديه معرفة وخبرة متنوعة في الاستثمار والاستراتيجيات والاستشارات والتقييم والخدمات العقارية المختلفة. العريبي مساح قانوني معتمد (MRICS) من المعهد الملكي للمساحين القانونيين (RICS) في المملكة المتحدة و حائز على درجة الماجستير في الدراسات العقارية من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة ودرجة البكالوريوس في هندسة خدمات المباني من جامعة نورث أمبريا في المملكة المتحدة. وهو مثمن معتمد من المستوى “A” في مؤسسة التنظيم العقاري.

تصفح على عقارات هاوس مي هنا

يمكنك أيضًا البحث عن:
عقارات البحرين
محلات للبيع في البحرين
شقق مفروشه البحرين